إنطلاقا من قول الإمام علي بن أبى طالب رضي الله عنه “قيمة كل أمريء مايحسنه”
موهبته المتمثلة في صناعة أو حرفة أو فكرة إلى آخره. لأن الإنسان يكون فاعلا فى المجتمع بقدر إسهاماته وقدراته، سواء كانت عملية أو فكرية ، فالأفكار البناءة والكتابات القيمة والمسرحيات الهادفة ترفع من مستوى التفكير لدى الآخرين.
وترتقى بعقليا تهم، وتغير من مسلكياتهم، وتعطيهم دفعا جديدا للتوجه لميدان الإبداع، والعمل والإنتاج مما يجعلهم أشخاصا مساهمين فى عجلة التنمية والبناء، ويعزز أيضا مكانتهم ويبرز دورهم، فالإنسان الذى يعمل وينتج يكون قد ضمن الإكتفاء الذاتى، لعيشه دون الإ تكالية على أحد وهذا يساهم فى تدنى مستوى البطالة، ويرفع من مستوى العمالة،
مما يعود بنتيجة إجابية لاشك على الظروف المعيشية للساكنة، وعلى اقتصاد المجتمع بشكل عام .
فالإنسان هو من يحدد مكانه الذى يناسبه، ويفرض وجوده فى عالم يدوس بلا رحمة على الضعفاء، لذا عليه أن يأخذ مركزه بالقوة، ويصبح الأمر ضرورى ومأكد، فى حق الأشخاص من ذوى الإ حتياجات الخاصة، ليثبتوا وجودهم وأنهم ككل الأشخاص لاينقصهم أي شيء ،
فالبعض ينظر إليهم نظرة دونية ، يزدريهم ، بل لايعبأ بهم حتى ، يرى أنهم عجزة ، وعالة على المجتمع، وهذا تصور خاطيء جدا.
فالمتمعن في تاريخ البشرية الممتد عبر الزمن ، يلاحظ أن من بين الناجحين الذين كانت لهم بصمات خالدة ، أشخاص لديهم كفاءات ، علمية وخبرات واسعة
خولتهم للوصول إلى دوائر صنع القرار، وأثبتوا جدارتهم ، متحدين بذلك كل المثبطين والساخرين منهم .
وغير بعيد لازلت تجد في يومنا هذا، من يرى الشخص النحيف بأنه معوقا هو الآخر، لأن معيار العقل وقمة الجمال والإهتمام بالنسبة للبعض هو أن يكون الشخص ممتلأ الجسم، وإلا فهو شخص يجب أن يظل على الهامش حتى أن الأمر بلغ ببعض الأسر أن تدفع ببناتها إلى زيادة وزن تسببت في إصابتهن ببعض الأمراض المزمنة والخطيرة بسبب هذه الدهون التي تكدست في أجسامهن منطلقين من مثل شعبي قديم يقول (المرأة تكِبظ من لخلاكِ كِد ألي تكِبظ من لفراش) .
وفى أحايين كثيرة نجد أن هؤلاء النوع من البشر أصيبوا بالجهل والتخلف والعجز عن التحرك ، لطلب العلم أوالإنتاجية، بسبب أن شغلهم الشاغل بات ينصب على مايمكن أن يوضع في هذه البطون التي لم تعد تشبع،
فى حين نجد عبر حقب التاريخ أشخاصا مصابين بعاهات مختلفة، وضعيفى البنية تحدوا الإعاقة وأصبحوا عباقرة فأبدعوا ، وأتقنوا عملهم لينتقلوا من أناس غير مهمين إلى شخصيات مأثرة ولها شأن كبير،
فى شتى مجالات العلم والمعرفة والإختراع والابتكار، فقدموا للبشرية جمعاء ، إسهامات عظيمة، ودعموها برافد العطاء، وتطوير الذات،
منهم شخصيات وعلماء مسلمين لاتزال إنجازاتهم تدرس للأشبال في مدارس اليوم أمثال:
عطاء بن رباح الذي تصدر مجلس الإفتاء فى مكة فى زمانه.
ومنهم أدباء مثل عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين.
وأيضا إعلاميون كثر أمثال رضا عبد السلام.
وكذلك موسيقيين منهم الموسيقار الألماني بيتهوفن .
وكذلك متخصصون فى مجالات علمية كستيفن هوكينغ العالم الفيزيائي المشهور.
والكاتبة والناشطة هيلين كيلر.
والسياسى فرانكلين روزفلت.
الذى حكم الولايات المتحدة واستطاع أن يقود البلاد فترة الكساد الإقتصادي الذي مرت به البلاد إبان اندلاع الحرب العالمية الثانية.
وآخرين في مجالات الرياضة البدنية، كا إبراهيم حمدتو، ومصطفى إبراهيم خليل فى وغيرهم …
مادام الأمر بهذه الصورة والإبداع لايرتبط بالسلامة البدنية كما رأينا عند هؤلاء، فلماذا لايغير البعض نظرته إتجاه المعوق، الذي لاتضره إعاقته بل حولها إلى باب للنجاحات والتميز وأدرك جيدا أن قيمته كاإنسان تكمن فى مايتقنه من عمل أو مهارة فقط.
:”أمامه يسار”.