افتتاحية المسيرة / بلديات نواكشوط بين مطرقة الفشل وسندان تجاهل المواطنين: نماذج حية من عرفات، والميناء، والرياض، وتفرغ زينه

تشهد بعض بلديات نواكشوط اليوم تدهوراً واضحاً في مستوى التسيير والخدمات، وهو ما ينعكس سلباً على حياة المواطنين اليومية. في طليعة هذه البلديات تأتي عرفات، والميناء، والرياض، وتفرغ زينه، حيث تُعد هذه المناطق نماذج حية لتجليات فشل الإدارة، وسوء التسيير، وانعدام التواصل بين السلطات المحلية والمواطنين.
فرغم الوعود البراقة التي صاحبت الحملات الانتخابية، وجد المواطن نفسه في مواجهة أبواب مغلقة، وتعالٍ إداري، وزدراء واضح لمطالبه الأساسية من نظافة، وصحة، وأمن، وتنمية حقيقية.
في بلدية الميناء ، تعاني الأحياء من تراكم القمامة وانتشار المستنقعات، وسط غياب تام لأي خطة صيانة مستدامة. أما في عرفات، فالوضع ليس أفضل حالاً، حيث يغرق السكان في مشاكل مزمنة من تردٍّ عمراني، بينما تغيب الإدارة عن المشهد بشكل شبه كامل.
وفي الرياض، تبرز المظاهر الأكثر وضوحاً لسوء الإدارة، حيث يشعر المواطنون بالعزلة التامة عن قرارات بلديتهم، فيما تتفاقم المشاكل الخدمية يوماً بعد يوم. أما في تفرغ زينه، ورغم طابعها “النخبوي”، فإن الفوضى في منح التراخيص، وغياب التخطيط العمراني المنظم، تعكس نفس العلل وإن اختلفت التفاصيل.
الحكم المحلي الناجح لا يُقاس بالشعارات، بل بفتح الأبواب أمام المواطنين، والإصغاء لهم، والعمل الجاد على حل مشكلاتهم اليومية. وما لم تعِ السلطات المحلية خطورة هذا التردي، فإن فقدان الثقة بينها وبين المواطن سيزداد اتساعاً، ما يُهدد بانفصال تام بين الإدارات والناس الذين من المفترض أن تخدمهم.