الأخبار

لماذا لا يُطلق اسم المختار ولد داداه على مطار نواكشوط الدولي بدل قصر المؤتمرات؟ بقلم مولاي ابراهيم محمد المصطفى 

 

يُعدّ الرئيس الراحل المختار ولد داداه، أول رئيس للجمهورية الإسلامية الموريتانية، شخصية وطنية بارزة ومؤسس الدولة الحديثة، حيث قاد مسيرة الاستقلال ووضع اللبنات الأولى للمؤسسات الجمهورية، وبنى الدولة على أساس السيادة والوحدة والاستقرار. ومع ذلك، لا يزال اسمه، في نظر كثير من المواطنين، غائبًا عن المعالم الوطنية الكبرى التي تحمل رمزية عالية ودلالة دائمة في الوجدان الجمعي.

من هذا المنطلق، يُثار التساؤل المشروع: لماذا لا يُطلق اسم المختار ولد داداه على مطار نواكشوط الدولي، بوصفه بوابة البلاد نحو العالم، بدلًا من قصر المؤتمرات الجديد الذي، رغم أهميته، يظل أقل رمزية من المطار في تمثيل سيادة الدولة وهويتها؟

رمزية المطار وأهميته الوطنية

في مختلف بلدان العالم، تُطلق أسماء الزعماء التاريخيين، ومؤسسي الدول، على المطارات الكبرى، باعتبارها تمثل صورة الدولة أمام زوارها، وترتبط في أذهان الناس بالسيادة والوطن والانتماء. وعندما يحمل مطار نواكشوط اسم “أم التونسي”، فإنه يُخلّد معركة وطنية مهمة، لكن من المنطقي أيضًا أن يُسمى باسم شخصية وطنية جامعة مثل المختار ولد داداه، تخليدًا لذكراه، وتكريمًا لمكانته في الذاكرة السياسية والوطنية للبلاد.

بين القصر والمطار: فارق الرمزية والدلالة

صحيح أن إطلاق اسم المختار على “قصر المؤتمرات” مبادرة تستحق التقدير، لكن من حيث الرمزية، فإن المطار أكثر التصاقًا بالمكانة الدولية والوطنية للدولة. فالمطار يظل عنوانًا لكل زائر، وهو أول وأهم معلم يتعامل معه المواطن والزائر على حد سواء، عكس قصر المؤتمرات الذي لا يزوره إلا من هم في دوائر محددة، وفي مناسبات رسمية بعينها.

استحقاق تاريخي وتكريم مستحق

المختار ولد داداه لم يكن فقط أول رئيس للجمهورية، بل كان رائدًا في بناء مؤسسات الدولة، والتمسك بالوحدة، ومحاولة خلق توازن بين المكونات الوطنية، رغم كل التحديات. لذا فإن إطلاق اسمه على مطار نواكشوط الدولي لا ينبغي أن يكون موضع جدل، بل خطوة رمزية نحو إنصاف تاريخي، وتكريم لشخصية أسهمت في رسم معالم الهوية الوطنية الحديثة.

خاتمة

إن إعادة النظر في تسمية مطار نواكشوط باسم المختار ولد داداه ليست مسألة شكلية، بل هي تجسيد للعرفان والتقدير، وتعبير عن وفاء أمة لمؤسسها. فالدول العظيمة تُخلّد رموزها في معالمها، وتمنح الأسماء دلالة على قيمها وتاريخها. فهل آن الأوان لأن يخطو صانع القرار خطوة جريئة تُنصف الذاكرة وتُكرّم المؤسس؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى