الأخبار

لقد خذل الشباب واغتال أحلام التغيير

توارى خلف شعارات الدين والصلاح، واختبأ وراء عباءة الانتماء العرقي والفئوي، ليزرع بذور الفتنة ويقوّض ما تبقى من أواصر اللحمة الاجتماعية.

تفكّكت الأسر، وتباعد الأصدقاء، وخيّم اليأس على وجوه الناس…

كل ذلك تحت يافطة “السياسة”، التي لم يفقه منها سوى استغلال اللحظة وخداع الطيبين.

تعطّلت المصالح، وتعرض النشطاء للترهيب والتهديد، لا لذنبٍ اقترفوه، سوى أنّهم آمنوا بكرامة الناس، ورفضوا العبث، والتموقع الأناني، والفساد المتغلغل في مفاصل المشهد.

الحزب الذي حمله، والحلفاء الذين منحوه ثقتهم، وجدوا أنفسهم اليوم أولى ضحاياه.
ورغم الغياب الطويل والخراب الذي لا تخطئه العين، يعود الآن متحدثًا عن “تنشيط المدينة”، وكأن شيئًا لم يكن!

كان قد تعهد ذات يوم بإقامة مشاريع فاخرة للمدينة وتزيين شوارعها، لكنه بدل ذلك، استخدم النفوذ في تعيينات زبونية، لا تستند إلى أي معيار مهني أو أخلاقي، بل لتثبيت الولاءات وتكريس الهيمنة.

أما اختياراته في الاستحقاقات الماضية، فقد كانت خنجرًا في خاصرة المدينة، حين أوكل شؤون الناس إلى من لا دراية لهم بالإدارة ولا تسيير الشأن العام.

لقد خذل الشباب، واغتال أحلام التغيير، ثم جاء من يبرّر سلوكه ببرودٍ مؤلم قائلين: “هم لا يختلفون عن منتخَبي موريتانيا الآخرين!”
وكأن الرداءة أصبحت القاعدة، وكأن مدينتنا لا يحق لها أن تحلم بالاستثناء.

تنكّر لسكان المدينة الذين وقفوا معه بإخلاص، كما تنكّر لحلفائه الذين صدّقوه حين باعهم الوهم.

فكأنما لم يكن بيننا شيء، وكأن الألم لم يسكُن هذه الأرض، وكأن الأرواح لم تُنهك.
مقال رأي- الناشط المدني والحقوقي:”عبد الله الداي مسعود”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى