
وداعًا لصفّ الموالاة
…..
منذ عامه الثاني، اخترتُ أن أضع جهدي وقلمي وصوتي في صفّ نظام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، انطلاقًا من قناعة شخصية بأن للرجل رؤية مختلفة، وأن التجربة تستحق الدعم.
لم يكن ذلك استجابةً لضغط ولا نتيجة ظرف أمني، بل قرارٌ حرّ مبني على ما رأيته حينها من مؤشرات واعدة.
على مدى سنوات، قدّمت جهدي ووقتي وسمعتي في خدمة هذا التوجه، وتحمّلت ما يترتب على ذلك من أثمان، مؤمنًا بأن العمل العام طريق لا يخلو من تضحية.
كنت حاضرًا في لحظات الأزمات، أتحمل ما يتحمّله الصف الأول، وأغيب عن المشهد حين يُقفل الباب أمام من أدوا أدوارهم.
غير أن التجربة أثبتت لي أن المسافة بين من يساهم ومن يُحسب حسابه ما زالت بعيدة، وأن النظام، كما هو، لا يرى في أمثالي إلا أداة تُستعمل عند الحاجة.
واليوم، وبعد أن مضى أكثر من نصف المأموريتين، بات واضحًا أن استمرار هذا المسار لم يعد يخدمني.
أغادر الموالاة بلا خصومة، وبلا ندم على ما بذلته، محتفظًا بحقي في أن أكون حيث أرى موقعي الطبيعي، والله المستعان.
#ذكدو