في ولاية لبراكنة وتحديدًا في عاصمتها ألاك نعيش بتنوع ثقافي واجتماعي يجسد صورة مصغرة لموريتانيا كلها.
نحن أبناء هذا الوطن بمختلف مكوناته نجتمع في فضاء واحد يطبعه التآلف والاحترام المتبادل بعيدًا عن العنصرية والتمييز.
قد تظهر أحيانًا خلافات سياسية أو اجتماعية وقد يبرز تفاوت في النفوذ أو المصالح لكن ذلك لا يعكس صراعًا هوياتيًا بل هو جزء من طبيعة الحياة الإنسانية.
لقد كانت مدينة ألاك وما زالت حضنًا رحبًا لكل الموريتانيين ودليلًا على ذلك احتضانها لمؤتمر ألاك التأسيسي عام 1958 الذي جمع مختلف مكونات وجهات الشعب الموريتاني في لحظة تاريخية ولادة الدولة الحديثة.
ومنذ ذلك الحين تربّينا على قيم الوحدة الوطنية وحُملت إلينا وصايا الآباء بأن “موريتانيا أمانة في أعناقكم”
هذه الأمانة هي التي أنجبت فينا الغيرة على وطننا كله من أقصاه إلى أقصاه دون استثناء.
ألاك ولبراكنة ليستا معنيتين بخطابات الشرائحية ولا بدعوات العنصرية أو التمييز أو التطرف.
بل إن روح الوطنية والعيش المشترك متجذّرة فينا وهذا ما يجعلنا الأحق بالحديث عن السلم والتعايش والوحدة.
نحن لسنا أبناء منطقة بعينها بل أبناء كل الشعب الموريتاني ونفخر بانتمائنا إلى جميع مكوناته.
وفي ظل ما يشهده محيطنا الإقليمي من توترات يصبح واجبًا على الجميع السعي لتوحيد صفوف الشعب الموريتاني وعلى السلطات التصدّي بحزم لكل الخطابات الشعبوية الضيقة التي لا تمثل إلا أصحابها.
ومن هذا المنطلق أقترح تنظيم مسيرة الوحدة بين مكونات الشعب الموريتاني، يشارك فيها رئيس الجمهورية، الوزير الأول، أعضاء الحكومة، القيادات العسكرية والأمنية، وممثلو كل فئات المجتمع. مسيرة وطنية جامعة تكون نموذجًا للتلاحم ضد أي دعوات للفرقة والانقسام.
إن شعب موريتانيا وُلد على أرض واحدة، وتربّى في مدارس واحدة، ويتقاسم حاضرًا ومصيرًا مشتركًا.
وليس هذا خطابًا سياسيًا بل شعور عميق بالانتماء والمسؤولية تجاه وطننا.
عاشت موريتانيا موحّدة بشعبها آمنة بأبنائها قوية بتماسكها.