الأخبار

دموع سياسي معارض تثير سخرية واسعة في المغرب- (فيديو وتدوينات)

 

أثارت واقعة بكاء زعيم حزبي معارض  في المغرب أثناء يوم دراسي نظمه تنظيم موازٍ لحزب “الحركة الشعبية”، موجة من السخرية الممزوجة بالاستنكار مما اعتبره مدونون “فراغًا مهولًا ونقصًا شديدًا يُعوَّض بالتعاطف في مناسبات معدودة، على رأسها الانتخابات”.

وكان محمد أوزين، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، قد أجهش بالبكاء أثناء إلقاء كلمة في اليوم الدراسي الذي نظمته “هيئة المحاسبين والمحاسبات الحركيين” التابعة لحزبه، حول موضوع: العدالة المهنية العادلة والفعالة.

وكعادته، وجّه أوزين انتقادات للحكومة، متحدثًا عن معاناة أبناء “المغرب العميق” الذين يفتقرون ـ حسب تعبيره ـ إلى الحد الأدنى من البنيات الأساسية، مؤكّدًا أن سكان الأرياف ما زالوا “يعيشون الحيف في ظل غياب إرادة سياسية جريئة لتفكيك المركزية المفرطة وإعادة توزيع الاستثمار العمومي بشكل منصف”. كما وصف العدالة المجالية بأنها “مجرد شعار جميل تتحدث عنه الحكومة، دون أن يتحول إلى واقع ملموس في حياة المغاربة”.

وجاءت لحظة البكاء حين تحدّث أوزين عن معاناة أطفال قريته الواقعة على ارتفاع يقارب 2200 متر عن سطح البحر، قائلا: “قبل ثماني سنوات كنت بقريتي، وصادفت أطفالًا تتراوح أعمارهم بين 5 و8 سنوات في طريقهم إلى المدرسة، بعضهم ينتعل صندلًا لا يناسب لا المدرسة ولا فصل الشتاء، وآخرون حفاة، وقد آلمني المنظر. وكلما تذكرت ذلك المشهد، أسأل نفسي: متى تكون لدى حكومتنا شوية ديال الإنسانية؟” (قليل من الإنسانية).

كما تطرّق في كلمته إلى قضايا الصحة، مستحضرًا معاناة والدته الراحلة في إحدى المصحات الخاصة، عندما رُفض شيكه بسبب توقيع خارج الإطار. وقال: “قد يكون لهم الحق، لكن لا يمكن أن تغيب الإنسانية. لذلك أحث دائمًا على استحضار التعاطف والبعد الإنساني، خصوصًا في السياسات العمومية الموجَّهة للمواطن”.

غير أن هذه الدموع أثارت سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي. إذ علّق مدون بأن أوزين “فطن إلى أن الخطب والكلام المنمق لم يعد يجدي، فقرر أن يذرف ما تيسر من الدموع قبل عام من الموقعة الكبرى”، في إشارة إلى الانتخابات المقبلة. بينما وصف آخر المشهد بأنه مجرد “بداية موسم صيد” الأصوات الانتخابية.

وتوالت التعليقات على مقطع الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع، حيث وصفه مدون بـ”البكاء السياسي”، معتبرًا أن “موسم دموع زعماء الأحزاب انطلق من جديد”. في حين ربط آخر بين بكاء أوزين وسابقه عبد الإله بن كيران، ليستنتج أن “أسلوب البكاء في الخطاب السياسي لا يعني سوى الضعف، فالرجل السياسي كجندي في ساحة الحرب، والمحارب القوي لا يبكي”. وأضاف: “ليس بالبكاء تُعاد الكرامة للمواطن ولا للوطن. السياسة تحتاج قلب الأسد، لا سياسة المناديل الورقية”.

واكتفى مدون آخر بالقول ساخرًا: “دموع التماسيح”، بينما كتب آخر: “رغم ذلك، علينا أن نتضامن معهم بالبكاء”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى