سبت شرتات أل والدتو

أبدأ هذا المقال بالترحم على الطفلة البريئة التي وافاها الأجل المحتوم أمام مباني مدرسة الإصلاح راجيا لها الرحمة والغفران وجنة الرضوان لأعود لمداخلة الوزيرة التي يبدو أنها لي لعنق النص وفهم مغلوط للأحداث وبحث عن (موجب ) للحديث بسلبية عن المدارس الحرة ولاغرابة في ذلك فقيام المدرسة الجمهورية يحتاج من المطبلين السير على رفاة هذا الصرح دون اعتبار للحديث (أذكروا محاسن موتاكم ) .
إن حديث الوزيرة عن التراخيص والتهرب من قاعدة بيانات هي الأسوء في تاريخ البلد وغيرها من المخالفات التي قد ترتكبها المدارس الحرة التي هي في الأصل المدارس التي تحررت من الفشل وتحررت من التعثر وتحررت من الحضيض في فترة كان التعليم العمومي يعيش أسوأ مراحله يعيش سباتا عميقا وانتكاسة لامثيل لها حتى بات هو والعدم سواء هو جر ل(موجب) يذكرنا بالمثل الحساني (سبت شرتات أل والدتو) سيدتي الوزيرة مهلا فللبيت رب لن يألو جهدا في حمايته ولهذا البيت قدسية لم تصنع من ثلج في بلاد الصحراء ولم تكتب على رمالها المتحركة لتمحوها عوامل التعرية بل هي قدسية صنعتها عقول أبناء هذا البلد وترجمتها نتائج تفوق ستبقى خالدة عبر التاريخ تؤكد أن هذا الصرح باق مهما حاول المرجفون أن يطفؤوا نوره ويطمسوا ملامحه .
سيدتي الوزيرة إن المدارس الحرة التي حكمت عليها بالتحايل ووصفتها بأوصاف لاتليق ليست مسؤولة عن ماوقع وإن كانت تأسف له ولاتتمناه بل ولاتريده وإنما المسؤول عنه وزارتكم الموقرة فلماذا لم تمنح هذه المدارس قطعا أرضية صالحة للاستثمار وهي في الأصل مشاريع وطنية بأياد وطنية أم أنكم لاتهتمون بالاستثمار في التعليم ؟
أليس من حق المدارس الحرة الحصول على قطع تسهل لها أداء مهمتها وتحفظ لها أمان طلابها؟
لماذا لاتستجيب السلطات المحلية لدعوة المدارس الحرة حول التنسيق المشترك أمنيا لحفظ أرواح الطلاب وبوسائل مدنية سبق وأن طرحت قبل وصولكم لمقعد التوزير فكانت مسامع من قبلكم عنها صماء وأبوابكم اليوم دونها مغلقة ؟
سيدتي الوزيرة وأنت تتحدثين عن التراخيص والبحث عن المؤسسات الغير مرخصة أين الوزارة من هذه المراكز التي باتت في حد ذاتها مدارس بدأت مسائية واليوم تعمل بدوام رسمي وفي مخالفة صريحة للقانون وهي منتشرة انتشار النار في الهشيم داخل انواكشوط في غياب تام للرخص وحتى للمعايير التربوية وهي موجودة تحت مسميات مختلفة ويرتادها الطلاب والأساتذة دون تدخل منكم ينظم هذه الظاهرة ؟
سيدتي الوزيرة وأنت تجلسين خلف بابك المغلق كم عقدت من لقاء مع ممثلي هذا القطاع وهل تتعاملين معهم كشريك رسمي يؤدي مهمة وطنية ويشارككم في صنع القرار أو على الأقل يتأثر بقراراتكم سلبا وإيجابا ؟
سيدتي الوزيرة ألم تسألي عن السبب الذي يجعل الوكلاء يختارون التعليم الخصوصي ويساعدون أربابه على التحايل كماقلت ؟ إذاكان ذلك بدافع الهيبة والخوف فالهيبة من الدولة أعظم والخوف منها أشد وإن كان بدافع الجودة فكان الأولى بمؤسساتكم أن تكون أجود وهي التي تنفق عليها الدولة المليارات مقارنة بتعليم خصوصي يعيش أربابه على دريهمات ليسو فيها من الزاهدين بسبب الفقر والحاجة .
فماهو الدافع ليساعد الوكيل مؤسسة تتقاضى منه المال ويتهرب من مؤسسة مجانية أنشئت له أصلا …. إنه البحث عن الجودة والبحث عن الأمان والبحث عن معايير لم تستطيعوا توفيرها في المؤسسة العمومية هذه هي الحقيقة المرة والرأي فيها لمن يتلقى الخدمة لامن يقدمها .
سيدتي الوزيرة ماذا قدمتم للتعليم الخصوصي وأنتم تنتقدونه هل قدمتم له تكوينا أو دعما ماديا أو حتى معنويا أو حتى تسهيلات لأداء واجبه ؟
هل قدمتم لمن أفنوا أعمارهم في هذا التعليم أبسط الحقوق وأنتم توزعون خيرات تٱزر وغيرها من برامج الدمج الإجتماعي ؟
سيدتي الوزيرة لم ينتهي الحديث بل بدأ ولي عودة متأنية فقد كتبت هذه الحروف على عجالة وسأتبعها بمقالات تشرح الحقائق وتوضح الملابسات بإذن الله وأأكد لك أن الأمثال الحسانية لم تخطئ يوما في تعبيرها عن الواقع وأن والدة شرتات ستبقى حية ترزق فليست هذه (سبة) لأكلها رغم المحاولات …..
بقلم سيدمحمد يعقوب .



