مقالات

كتبت ردا على أستاذي المقتدر احمدو ولد اشاش مقالا بعنوان الخطاب و السلطة

يقول الباحث الاجتماعي المعروف ميشيل فوكو”أينما وجد الخطاب وجدت السلطة ” وقد سحرني الجمع بين الخطاب و السلطة وإن هذان لساحران ولم أكن يوما أتصور أن أدافع عن نظام ولاعن دولة الرجال فلرجال دولهم ولي مملكة الفكر وقسوة المعرفة لابل ولي عرق طاهر أقتات منه دريهمات ٫ ولي أثار ذالك الرب الذي يتجلى علي بكرمه ولطفه وهو السميع العليم العارف بسر سر ، لكن ماإن فاجأني هذا القائد بتطويعه للغة القرآن واعتلائه على الأقران، حتى صار خطابه حديثا للركبان وللمتشبيين بقول الشاعر:
معاول الجهل لا تبنى بها دول
بل يبنى المجد بين اللوح والقلم

حتى أثار ذللك في النفس ماأثار من ولع بالكتابة وشياطينها حين ينفذون ماينفذون في النفوس فتفقد القلوب بريقها ويبقى العقل هو المسيطر، هكذا كانت مسيرتي مع هذا النظام، فقد ظل قائد سفينة الإصلاح الأخلاقي والتنموي الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مثالا على إعتلاء المنابر بلغة سليمة لا تتشابك فيها الظنون والترددات بل تعلو على الشعبوية المفرطة وتتدثر بالنخبوية الأصيلة، وتزهو بمعالم البلاغة في ميادين الحكمة والإنجاز.

طفت على السطح من ذي قبل خطابات لرؤساء لم يدركوا معالم اللغة ولا أبجدياتها ولا التشبث من الترك ولا الإنتشال من القاع من عدمه، سعى المرجفون في كل نازلة للنيل من هذه القيادة فباءوا بغضب على غضب، فلم تكن لهم المقاصد وجافاهم الصواب بل حلت عليهم اللعنات من كل حدب وصوب وتبقى قيادة الأمم حين تآزرها الألواح والأقلام دعائم للبناء لا يضاهيها زيف المرجفين ولا أدعياء الإنسانية الذين يطالبون بمدد لرئيس سابق لم يشفع له وجوده في السلطة عقدا من الزمن في الحفاظ على رفاق السلاح والدرب، ولكن هيهات أن يؤتى الخلي من مأمنه فمن سبروا أغوار السلطة يدركون معاني الحلم و الجهل كما قال صاحب الفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني ذات يوم بهيج
ولي فرس للجهل بالجهل مسرج.

إنها اذن دولة الرجال ولا مكان فيها إلا لمخلص لقيادتها ولا ينازع الأمر أهله تلك هي حقيقة الأمر، فلسلطة رجالها وللخطاب ارشاداته نحو فكر مستنير وبين السلطة و الخطاب تحكم الرجال دولتها، وإني إذ اقول هذا لأرى في النفس حاجة إلى القول أنني خرجت من دولة غزواني خميصا وغيري من عديمي الولاء ومتصنعي الود مبجلون مقربون وتلك أيضا من سلبيات السلطة حيث لا تميز بين الغث والسمين إن أرادت غض الطرف .

لقد فكرت كثيرا قبل كتابة هذا المقال الاعتزالي حتى يكون رسالة لأولئك الذين يهاجمون الكتاب والمدافعين عن النظام في قوتهم اليومي ، لا بل يزاحمونهم ويضيقون عليهم الخناق فالكاتب بطبيعته حاسد أشر لكنه لجوج حقود لا يقبل أن تنثر كلماته التي نحتها من فكره بعيدا عن البرامج الرقمية الا لتصل مسامع المعتصم ورجالات دولته ،واليوم للأسف نسعى لتمييع كل شيئ حتى الكتابة ونطلق على من لا يميزون بين بنكيلي ورائعة الشاعر الكبير احمدو ولد عبد القادر ضاربة الرمل كتابا، وإن طال المسير عرفتهم في لحن القول وحين تتبارز الأقلام ويعلوا صريرها يسقطون سقوط المغشي عليه ، فالمجد كل المجد للأقلام الواعية التي تنحت تحت ظلال التهميش قناعاتها دون الرجوع لكائن رقمي ولا بشري.

اليوم يتناهى للمسامع ترسيم كافة المتعاونين في وسائل الإعلام العمومية وتلك لعمري برهان ودليل ساطع على تشبث هذا النظام بسدنة الحرف والقلم وتلك أيضا بادرة لتنظيم الحقل الإعلامي وتثمين موارده البشرية فالشكر كل شكر لصاحب الفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني على هذا الإنحاز التاريخي.
أحمدو لمام بداه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى