الأخبار

المساعدات والأعمال الخيرية بين الإخلاص والرياء

المساعدات والأعمال الخيرية من القيم الإنسانية السامية التي تهدف إلى تحقيق التكافل الاجتماعي والتخفيف من معاناة المحتاجين. غير أن هذه الأعمال قد تتأثر بظواهر سلبية، أبرزها الرياء، حيث يتحول الفعل الخيري من كونه عملاً لوجه الله إلى وسيلة للسمعة والمكانة الاجتماعية.

1. المساعدات الخيرية بين النية الصادقة والرياء:
المساعدات الخيرية تكون ذات قيمة حقيقية عندما تُقدَّم بنيّة صادقة، دون انتظار مقابل مادي أو معنوي. لكن في بعض الأحيان، تصبح هذه الأعمال مجرد وسيلة لتحقيق مكاسب شخصية، مثل الحصول على الشهرة أو الدعم السياسي، مما يفرغها من مضمونها الإنساني.

2. مظاهر الرياء في الأعمال الخيرية:
يمكن أن يتجلى الرياء في عدة أشكال، منها:

الإعلان المبالغ فيه عن التبرعات عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، لجذب الاهتمام.

اشتراط التصوير أثناء تقديم المساعدة لإظهار الشخص أو الجهة المتبرعة في صورة البطل.

تحويل العمل الخيري إلى دعاية سياسية أو تجارية، حيث يتم استخدامه كأداة للترويج لشخصيات أو مؤسسات.

المساعدات الانتقائية التي تُقدَّم بناءً على اعتبارات شخصية أو سياسية، وليس وفق الحاجة الفعلية للمستفيدين.

 

3. تأثير الرياء على العمل الخيري:

فقدان البركة والأجر، لأن العمل لم يكن خالصًا لوجه الله.

ضعف الثقة في المؤسسات الخيرية، مما يؤدي إلى عزوف الناس عن التبرع أو الشك في نوايا الفاعلين.

تحويل الفئات المحتاجة إلى أدوات دعائية بدلًا من تمكينهم وإيجاد حلول مستدامة لمشاكلهم.

استغلال الفقراء لتحقيق مكاسب اجتماعية أو سياسية، مما يؤدي إلى إذلالهم بدل مساعدتهم.

 

4. كيف نحمي العمل الخيري من الرياء؟

إخفاء الصدقة قدر المستطاع، تطبيقًا لقول النبي ﷺ: “سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله… ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه.”

التركيز على الأثر الفعلي للمساعدات بدلًا من التركيز على الدعاية والإعلام.

تقديم المساعدات من خلال قنوات موثوقة تضمن وصولها إلى مستحقيها دون استغلال.

تربية النفس على الإخلاص ومراجعة النوايا قبل القيام بأي عمل خيري.

 

العمل الخيري من أعظم القيم التي تعزز التضامن الاجتماعي، لكنه يفقد جوهره إذا تحول إلى وسيلة للرياء. لذا، يجب الحرص على الإخلاص في العطاء، والعمل على توجيه المساعدات لمستحقيها بطريقة تحفظ كرامتهم وتعزز دورهم في المجتمع، دون استغلال أو دعاية مبالغ فيها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى