الحوار ….. دعوة لقضاء فائتة

الحوار أسلوب راق في التعامل بين بني الإنسان وليس كل إنسان قادر على تبنيه كوسيلة لحل المشاكل لأن ميل الإنسان إلى استخدام القوة والعنف وأسلحة أخرى مشابهة كبذاءة اللفظ والسخرية وغيرها ظل مسيطرا في غياب الوعي وروح الإنسانية .
والحوار هو مجابهة الفكرة بالفكرة ومواجهة الرأي بالرأي ومقارعة الحجة بالحجة في ظل السعي لتحقيق هدف نبيل وسام لاتسعى إليه في الغالب سوى النفوس التي آمنت أن بنيات الطرق قد لاتؤدي إلى المقصود .
لقد جاءت دعوة النظام إلى الحوار اليوم في وقتها بل ربما هو فائتة وجب قضاؤها وإن كان كل نظام من الأنظمة السابقة تبنى دعوة إليه إلا أنها لم تتجاوز دائرة التنظير بل ربما جلس المتحاورون فيها لمجرد أخذ الصور التذكارية أو لمجرد تسجيل حضور في الساحة وأغلب مخرجات هذه الحوارات تكون معلبة في ثوب دكتاتوري بلمسة ديمقراطية مفادها (ماأريكم إلا ماأرى ) وبعضها تموت مخرجاته في المهد وبعضها يموت كماتموت الحامل قبل الولادة فلاهي تبقى ولاجنينها يعزي في فقدها .
تأتي دعوة النظام إلى الحوار والبلد في أمس الحاجة إلى حوار لإعادة التأسيس وليس لمجرد جلسة لتبادل المجاملات وقضاء الحوائج لاحضورها معنيون بها ولامخرجاتها تحيا لترى النور فنكون أمام تجسيد للمثل (أرواية برقود) عناؤء ، وتعب وجهود تذهب إلى رفوف النسيان .
إن الحوار لايجب أن يكون حوارا سياسيا بقدر مايجب أن يكون حوارا شاملا يهدف إلى إعادة التأسيس لوطن هو نفسه يعيش لحظة تحول في محيط ساخن حوار يتناول كل شيئ ولايعترف بالخطوط الحمراء ويجب أن يشمل الجميع في الأحياء والولايات والمقاطعات وأن يمر بثلاث مراحل : منتدبات عامة في جميع مقاطعات الوطن ثم مقترحات تمثل جوهر الحوار في جميع المجالات بدءا بنظام الحكم وطبيعة العلاقة بين السلطات وجدوائية بعض المجالس والبلديات والنواب ومجالات الإهتمام الإقتصادي في الأعوام المقبلة وأخيرا النظر في سياسات الدولة تجاه التجمعات المحلية وقضايا الوحدة الوطنية والأمن والتعليم والصحة والأمن الغذائي ومواجهة التطرف والعنصرية والقصاء على القبلية بل ومعاقبة من يمتهنها ويتخذها سلما للوصول إلى مآربه وتقييم التجربة الدمقراطية والحكامة الرشيدة تقييما جادا ينقي الأولى من الشوائب ويجعل الثانية واقعا معاشا لاشعارات ترددها الأفواه وتلوكها الألسن وأخيرا النظر في سياسة الدولة الخارجية .
ثالثا توقيع هذه المخرجات ورسم خريطة لتنفيذها بإشراف مشترك يمثل البلد بكل تجلياته
إن حوارا جادا هو السبيل إلى بناء وطن يعتز فيه كل مواطن بانتمائه إليه خاصة في فترة هاجرت فيها القوة الضاربة في مجتمعنا (الشباب) تحت تأثير الحاجة والفاقة في زمن أصبح فيه الأمن حلما والصحة أملا والتعليم خبرا لكان في زمن أصبح فبه الكل يتسوق ويتبضع بمايزيد هذا الوطن ضعفا فمن حامل لمعول العنصرية متاجر بها إلى حامل لمعول القبيلة ثم حامل لمعول التبعية للطرق والمشيخات الكل يعتلي المنابر ليهدد وجود الدولة ويحصل على مكاسب هو ليس فيها من الزاهدين .
نعم فخامة الرئيس نريد حوارتأسيس ونعارض تسييس الحوار فالبلد يحتاج ماهو أشمل وأعم .
سيدي الرئيس إننا واثقون أن دعوتك إلى الحوار دعوة إصلاح ونحن على يقين أن هذه الدعوة تستحق منا كل التقدير والإحترام ولكن نريد وطنا متصالحا مع ذاته محتضنا لكل أبنائه يحترم فيه الكل الثوابت ويقف عند الحدود الحمراء ينتظم سيره في مسيرة تنمية يستفيد منها جميع أفراده بكل عدالة ومساواة في ظل معيار الكفاءة والأحقية .
دام الوطن لنا جميعا ينعم بالأمن والاستقرار.
بقلم :سيدمحمديعقوب
رئيس تيار وطن موحد .