مقالات

العافية أمونكة … إبداع

العافية أمونكة … إبداع
الوطن ليس مجرد كلمة بل هو الحضن الدافئ الذي نأوي إليه كلما ضاقت بنا السبل وتشعبت، إنه الخيار الذي وجدنا أنفسنا نعيشه تحت سلطة الاحساس بالإنتماء ونحن نتصفح شريط الذاكرة نقلب صور ذكريات الطفولة ، يغلفنا الحنين فلانملك سوى أن نبتسم ولسان حالنا ناطق بالشكر والإمتنان .
الوطن أمانة تستودعها الأجيال للأجيال مزينة برفات الآباء والأجداد منمقة بأحلام الأبناء والأحفاد ، فهو لحظة بين لحظتين، لحظة ماض يفوح عبقه أريجا ، وأخرى لأمل مشرق تستنير به النفوس في سيرها الأبدي نحو المستقبل المزدهر وقليل من يعيش هذه اللحظات فيستفيد من الماضي ويبدع في الحاضر ويتوق لمستقبل واعد، ومن الذين تبتلوا في هذا المحراب المهجور بأفعالهم لابأقوالهم رجل عرف للوطن حقه، وللوطنية واجبها ، فآمن بالثوابت إيمانا جعله يستشرف المستقبل ، إنه الإطار البارز أحمد ولد خطري الذي تجاوز المتخندقين خلف أسوار الكلام إلى مبدان الفعل من خلال مبادرة (العافية أمونكه ) ، وإنها لكلمات تختزل المشهد وتختزن الحقيقة فتفيض حكمة وحنكة بل وتختصر الأهداف الكبيرة في رؤية جامعة تجعله يستحق منا كل تقدير وإكبار .
لن أتحدث عن أخلاق الرجل ولا كفاءته فذلك حديث سرت به الركبان، فهو من طينة الكبار، ولكن سأتحدث عن ماجعلني أكتب هذه السطور وهو المشترك بيني وبينه، وهو إيماننا أن هذا البلد هو بلد العين التي لاييتغني بياضها عن سوادها ولاسوادها عن بياضها، هنا نلتقي ، وهنا نمارس الحب المشروع لوطن تتقاذفه الأشرعة، فحين ينشغل بعض أبناء هذا البلد بالعبث بالثوابت ينشغل الكبار بتوطيد أركانه ، فلاخير في دعوة إلى التنازع ، ولاخير في دعوة تنشر البغضاء ، ولاخير في من يفككون هذا الوطن إلى أعراق وفئات وهي الحقيقة التي أدركها هذا الإطار البارز فجسد هذا التوجه في عبارة حكيمة لايوفق إليها إلا صاحب تجربة فريدة ، ورؤية سديدة ، ونظرة بعيدة ، وزاد إعجابي بهذه الفكرة أن وجدت الخبير آب الشيخ محمد فاضل أحد منظريها ، وإنه لأمر جلل، فالرجل يعرف من أين تؤكل الكتف ، عرفته مناضلا، صريحا في طرحه، ثاقب في نظره ونظرته، يجيد فن الحوار تنساب من حديثه رائحة الأمل ، وتتجسد في أفعاله الغيرة على الوطن ، فهو من قلائل ينظرون إلى هذا الوطن نظرة إجلال ، ويحملونه في نفوسهم، يفرشون له القلوب وينزلونه الشغاف في صمت .

لم يكن مفاجئا أن يكون عنوان المبادرة بهذا الجمال ، فحين توجد الوطنية يولد الإبداع ، وحين ينهض الشرفاء تتحقق المعجزات ، فهنيئا للوطن بمبادرة جامعة تسير بخطى ثابتة تحت قيادة رشيدة تجسيدا للأهداف الكبرى ، وإلى كل مواطن شريف يريد هذا الوطن موحدا علينا أن نعلم أن (العافية أمونكه ) وأن يد الله مع الجماعة .
…..
بتواصل بقلم : الأستاذ سيدمحمد يعقوب .
رئيس تيار وطن موحد .
مسؤول الإعلام في الإئتلاف التربوي الوطني .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى