الإغتصاب …… جريمة مركبة

عاشت مقاطعة دار النعيم في الٱونة الأخيرة على وقع جرائم يندى لها الجبين تمثلت في الإعتداء على شرف بنات لأسر فقيرة وهشة قاسمها المشترك هو أنها لم تستطع بسط الأمن على بيوتها ولم تستطع الدولة أن توفر لها الأمن المطلوب وفي مدخل حديثنا عن هذه الجرائم سنبدأ ببعض التفاصيل الصغرى التي قد يتناساها الجميع عند هول الكارثة وفاجعة المصيبة وسأقسم هذه التفاصيل إلى نقاط كفاعل سياسي وناشط في المجتمع المدني لاولاء في قلبه للأغلبية ولاحب للمعارضة يتبتل فيه ولكن غيرة على مقاطعة عشت فيها زهاء ثلاثين عاما ماعرفت عنها بديلا رأيتها أجمل المقاطعات وخلتها الفردوس الذي أحن له كلما تنازعني الشوق واستبد بي التنائي إنها دار النعيم حين كانت (لمزيلكه ) وحين كان فيها (غمبر وجهو ) وحين كانت تطل علينا سمعة (تمغو) رحمه الله وحين كانت تحفها لحرايث وتتزين بالحي الساكن وحين كنا نتسلق جدار المطار القديم لنختصر الطريق أو لنلعب في (فريق مولاي ) وحين كنا نذهب إلى (أسديريات) لنخوض غمار اللعب والمعارك البريئة إنها دار النعيم حين كان يجمعنا (استاد ) لمشاهدة مباريات (النصر وكودي بال ) وحين كنا نرتاد مدرسة (الصديق ) ومدرسة (سلمان ) ثم بعدها إعدادية المقاطعة الوحيدة حيث كنا نلقب كل استاذ لقبا نردده لنضايقه به ولننال منه بقدر ماكان هو يحرص على أداء واجبه .
إنها دار النعيم التي كنا فيها أسرا لانفرق بين ألوان ولاننتبه إلى أنساب بل تجمعنا الساحات العمومية لنلعب وتجمعنا المدارس لندرس وتجمعنا المساجد لنتعبد والمحاظر لنعرف .
نعم كان هناك انحراف وكان هناك منحرفون كان هناك جهل وكان هناك جاهلون لكن كانت هناك قيم وأخلاق وكان هناك رقيب اجتماعي وكان المعلم سيد الحارة فإذا ظهر تفرقنا بين الطرفات كل يبتغي لنفسه ملاذا وإذا رفعت إليه شكوى هو الأمير الناهي وإذا عاقب لا أحد يعترض ومهما يكن مستوى العقاب نحن أنفسنا لانتجرأ على البوح به لأننا سننال عقابا مضاعفا ولسان حال الٱباء (الكراي لاهي إبطك ألا أعل شي خاسر ) نعم إنها القيم حين كان الواحد منا لايتجرأ على مخالفة الضوابط العامة لايتجرأ على أن يمسك سكارة في يده لأن الصربة ستأتيه من أقرب الحاضرين كنا ….. فكانت مقاطعة دار النعيم تعيش نعيما وأمنا واستقرارا .
واليوم امتدت المقاطعة واتسعت وأضحت تحمل في طيات ذلك التمدد تحديات عظيمة ومخاطر جسيمة تحتم اليوم أن نتحمل المسؤولية جميعا وأن نشخص الواقع وأن نقترح الحلول ليس بهدف الشهرة بل بدافع الإنتماء فقدرنا أن نتشارك في هذه الرقعة ولن يكون لهابقاء مالم يسمع فيها صوت العقل الذي يحميه من المسكرات ومن الشائعات ومن الاختراق الفكري الذي يحدد الوحدة والبقاء ويجعلنا نعيش في أرضنا كالغرباء نجهل كل شيئ ونخاف من كل شيئ .
الإغتصاب جريمة مركبة ولكن من المسؤول عنها ؟
المخدرات كارثة العصر ولكن من المقصود بها ومن المسؤول عنها ؟ قاعدة الإجرام تتسع ومناطقه تتعدد ولكن أين صوت العقل ؟ وأين قوة الدولة ؟ وأين المجتمع المدني الذي يكتفي بالتصوير والتبرير بعيدا عن العمل الميداني الجاد ؟
أين السلطات المحلية (العمدة ـالحاكم – الوالي ) أين أجهزة الدولة ومندوبياتها وهل يتجاوز وجودهم حيز الإعلام إلى أرض الميدان ؟
كل هذه المتفرقات سأكتب عنها بعين العارف بمقاطعته حق المعرفة والعالم بخصوصيتها أحياء وكزرات فمقاطعة دار النعيم يمكن أن تعود لسابق عهدها إن وجدت منكم نصيرا وكان بين القوم رجل رشيد .
يتواصل ……….
بقلم :سيدمحمد يعقوب .
رئيس تيار وطن موحد



