الأخبار

القضية الفلسطينية بين الحصار والتخاذل العربي

 

تعاني القضية الفلسطينية منذ عقود من التحديات الكبرى، ولكن الحصار المفروض على قطاع غزة في السنوات الأخيرة، خاصة في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر، قد وصل إلى مستوى غير مسبوق من الوحشية، وسط عجز دولي واضح. في ظل هذا المشهد، يتساءل كثيرون: هل تخلّى العرب عن القضية الفلسطينية؟ وهل ما نشهده اليوم هو “بيع” القضية الفلسطينية من قبل بعض الدول العربية؟

أولًا: الموقف العربي عبر التاريخ

لطالما اعتُبرت القضية الفلسطينية “القضية المركزية” للأمة العربية، حيث خاضت الدول العربية حروبًا عدة ضد الاحتلال الإسرائيلي، كما دعمت الفلسطينيين سياسيًا واقتصاديًا. لكن هذا الدعم تراجع تدريجيًا مع مرور الزمن، خاصة بعد اتفاقيات السلام التي وقّعتها بعض الدول العربية مع إسرائيل، مثل اتفاقية كامب ديفيد (1978)، واتفاقية أوسلو (1993)، واتفاقية وادي عربة (1994)، وأخيرًا موجة التطبيع في السنوات الأخيرة.

ثانيًا: الموقف العربي الحالي بين الدعم والتطبيع

1. الدعم الرسمي والمحدود: لا تزال بعض الدول العربية تقدم دعمًا سياسيًا وماليًا للقضية الفلسطينية، لكن هذا الدعم لم يعد كافيًا لإحداث تغيير حقيقي، خاصة في ظل الضغوط الدولية والإقليمية.

2. التطبيع مع إسرائيل: شهدت السنوات الأخيرة انضمام بعض الدول العربية إلى موجة التطبيع مع إسرائيل، وهو ما اعتبره البعض تخليًا عن القضية الفلسطينية، بينما بررته الحكومات بأنه يأتي في سياق “تحقيق المصالح الوطنية”.

3. التخاذل العربي في مواجهة الحصار: لم تتمكن الدول العربية من كسر الحصار المفروض على غزة، رغم القدرة الاقتصادية والسياسية لبعضها على ذلك، مما جعل الشعوب العربية تشعر بالإحباط من أداء أنظمتها.

 

ثالثًا: أسباب تراجع الدور العربي

1. الضغوط الدولية: تواجه بعض الدول العربية ضغوطًا من القوى الكبرى، مثل الولايات المتحدة، لمنعها من تقديم دعم فعّال للفلسطينيين.

2. الأزمات الداخلية: العديد من الدول العربية تعاني من مشاكل اقتصادية وسياسية تجعلها تركز على قضاياها الداخلية بدلًا من دعم القضية الفلسطينية.

3. الخلافات العربية: غياب الوحدة بين الدول العربية وتفكك الموقف العربي الرسمي جعل القضية الفلسطينية تفقد الأولوية في الأجندة السياسية.

 

رابعًا: هل باعت الدول العربية القضية الفلسطينية؟

يمكن القول إن بعض الدول العربية تراجعت عن مواقفها التاريخية تجاه فلسطين، لكن الحديث عن “بيع” القضية بالكامل قد يكون مبالغًا فيه. فهناك دول وشعوب عربية لا تزال تؤمن بعدالة القضية الفلسطينية، وتدعمها في المحافل الدولية، رغم ضعف التأثير العملي لهذا الدعم.

 

القضية الفلسطينية لا تزال قائمة، لكن الدعم العربي الرسمي تراجع بشكل كبير، بينما بقيت الشعوب العربية متمسكة بنصرة فلسطين رغم العجز السياسي. يبقى السؤال الأهم: هل تستطيع الشعوب الضغط على حكوماتها لإعادة إحياء القضية الفلسطينية كأولوية عربية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى