الأخبار

الأمم المتحدة تحذر من الوضع الكارثي في غزة و”القدس العربي” تطرح أسئلة حول جرائم الاحتلال والسيطرة الأمريكية

أثارت “القدس العربي”، خلال الإحاطة اليومية للأمم المتحدة التي قدمها نائب المتحدث باسم الأمين العام، فرحان حق، سلسلة من الأسئلة المتعلقة بالأوضاع في الأراضي الفلسطينية، بدءا بما يُتداول بشأن سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة.

وردّ حق قائلاً إن الأمم المتحدة «ليست على علم بأي ترتيبات من هذا النوع»، مشددا على أن المنظمة «تعمل بالتعاون مع جميع الأطراف لضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية ودعم الجهود السياسية الرامية إلى تحقيق وقف دائم لإطلاق النار»، مؤكدا أن “أي ترتيبات مستقبلية تخص القطاع يجب أن يحددها الفلسطينيون بأنفسهم”.

وفي سؤال ثانٍ، تناولت “القدس العربي” استمرار عمليات القتل اليومية التي تنفذها القوات الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية ولبنان، وما تمثله من تصعيد خطير ضد المدنيين، وخاصة قتل الأطفال. وأوضح المتحدث الأممي أن الأمين العام «يدين جميع أعمال العنف ضد المدنيين أينما وقعت»، داعيا إلى «وقف فوري لإطلاق النار» وضمان احترام القانون الدولي الإنساني. وأضاف أن «الأمم المتحدة تتابع بقلق بالغ التقارير الواردة من الميدان بشأن الانتهاكات المتكررة»، مع التشديد على ضرورة المساءلة والمحاسبة.

كما وجهت “القدس العربي” سؤالا حول قتل قوات الاحتلال الإسرائيلي الطفلين الفلسطينيين محمد عبد الله تيم (16 عاما) ومحمد رشاد فضل قاسم (16 عاما)، بعد أن أطلقت وابلاً كثيفا من الرصاص الحي نحوهما في منطقة الحارة الفوقة ببلدة الجديرة قرب رام الله، قبل أن تحتجز جثمانيهما. وأعرب حق عن «الأسف العميق لسقوط مزيد من الضحايا من الأطفال الفلسطينيين»، مؤكدا ضرورة “إجراء تحقيقات جدية ومستقلة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات”.

قدّم فرحان حق أيضا تحديثا شاملا حول الوضع الإنساني في قطاع غزة والمنطقة. وقال إن «الوضع الإنساني ما زال كارثيا رغم دخول بعض القوافل عبر معبر كرم أبو سالم»، موضحا أن فرق الأمم المتحدة «تعمل على مدار الساعة لتوزيع المساعدات الغذائية والطبية ومياه الشرب والوقود للمستشفيات». وأضاف أن «الاحتياجات الإنسانية تتجاوز بكثير الإمكانيات المتاحة»، وأن بعض المناطق “لا تزال معزولة عن الإمدادات بسبب الدمار وانعدام الأمن”.

وأشار حق إلى أن «منسقة الشؤون الإنسانية، لين هاستينغز، تتابع عن قرب تنفيذ خطة عاجلة لضمان استمرار الخدمات الأساسية»، بما في ذلك دعم برامج التغذية للأطفال والنساء الحوامل، وإعادة تأهيل المستشفيات المتضررة، وتوفير الإمدادات الطبية الأساسية.

كما لفت إلى أن الأمم المتحدة «تواصل التنسيق مع السلطات الإسرائيلية والمصرية لتسهيل مرور المساعدات عبر المعابر»، لكنه أشار إلى أن “القيود الأمنية والتفتيشات الطويلة ما زالت تعيق إدخال الشاحنات”.

وفيما يتعلق بالوضع في الضفة الغربية، قال المتحدث إن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وثّق ارتفاعا في «الاعتداءات التي ينفذها المستوطنون ضد المزارعين الفلسطينيين خلال موسم قطف الزيتون»، مشيرا إلى أن المنظمة “تدعو إلى مساءلة المسؤولين وضمان حماية المدنيين”.

كما تطرّق إلى التطورات في جنوب لبنان، حيث أشار إلى أن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) «تواصل التنسيق بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي لمنع التصعيد»، موضحا أن «التوتر على الحدود لا يزال مرتفعا، وأن أي خطأ في التقدير قد يؤدي إلى توسيع نطاق المواجهة”.

وأكد فرحان حق في ختام الإحاطة أن «الأمين العام، أنطونيو غوتيريش، يجدد دعوته لوقف فوري لإطلاق النار في غزة، والإفراج عن جميع المحتجزين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق»، مشددا على أن «استمرار الوضع الحالي يهدد بمزيد من الانفجار الإقليمي».

ويعكس التقرير استمرار الصعوبات الإنسانية والقلق الدولي المتصاعد من تداعيات الحرب على المدنيين في غزة والضفة الغربية ولبنان، وسط دعوات أممية متكررة لضمان حماية المدنيين وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ومستدام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى