اسرة اهل احميتي تنعي فقيدها

إنا لله وإنا إليه راجعون
الدنيا ما هي دار بقاء، وكل نفسٍ ذائقة الموت
توفي إلى رحمة الله تعالى عمّنا الغالي، بعد صراع طويل مع المرض، فغادر هذه الدنيا وقلبه نقي، لا يحمل حقدًا ولا ضغينة، ولا يذكره من عرفه إلا بالخير
كان رحمه الله مثالا للرجولة والطيبة، سندا للضعيف، ملجأ للمحتاج، لا يتأخر عن مساعدة أحد، ولا يرد طالب عون. كان الناس ينتظرونه ويثقون في رأيه، فإذا استعصى عليهم أمر قالوا:
“حاني اجي لحبيب، ذاك أكد اعدلوا إلى لحبيب”
لثقتهم بحكمته، وعدله، وبعد نظره
وكان رحمه الله الرجل الذي لا يعجز أمام الشدائد، الشخص الوحيد الذي يعرف كيف يُغلق أو يفتح صالة أشرم إذا امتلأت بمياه الأمطار، حاضرا عند الحاجة، سابقا إلى الفعل قبل الكلام، يعمل بصمت ويترك أثرًا لا ينسى،
آه لو كان أبي حيا يرزق، لرأينا مدى حزنه عليك، وكم كان سيتألم لفراقك، لكن شاء الله ربنا أن تلتقوا في جنات النعيم بإذنه تعالى، فسبقتُمونا إلى دار الحق، وتركتم في قلوبنا لوعة الفقد. نرجو من رحمة الله الواسعة أن تطمعكم جميعًا: أنتم وإخوتكم ووالديكم الذين سبقوكم، في عفوٍ لا ينقطع، ونعيمٍ لا يزول
اللهم يا واسع الرحمة، يا عظيم المغفرة، نسألك في هذا المقام الجليل أن تتغمد فقيدنا بواسع رحمتك، وأن تسكنه فسيح جناتك، وأن تجعله في عليّين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا
اللهم اغفر له ذنوبه، وكفّر عنه سيئاته، وتجاوز عن تقصيره، وبدّل سيئاته حسنات، واجعل ما أصابه من ألم ومرض في ميزان حسناته.
اللهم اجعل قبره نورًا وفسحة وسكينة، ولا تجعله حفرة من حفر النار، وافتح له فيه بابًا إلى الجنة، وآنسه بروحٍ وريحانٍ وربٍ غير غضبان
اللهم آنسه في وحدته، وارحمه في غربته، وثبّته عند السؤال، واجعل القرآن العظيم رفيقه وشفيعه، واجعل عمله الصالح أنيسه، ونقّه من الخطايا كما يُنقّى الثوب الأبيض من الدنس
اللهم اربط على قلوب أهله وذويه، وأنزل عليهم الصبر والسلوان، واخلفهم خيرًا، ولا تحرمهم أجره ولا تفتنهم بعده، واجمعهم به في مستقر رحمتك يا رب العالمين
اللهم اجعل آخر كلامه من الدنيا شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، واجعل خير أيامه يوم يلقاك، واكتب له الفردوس الأعلى بغير حساب ولا سابقة عذاب
رحمك الله يا عمنا، وجعل ذكرك الطيب باقيا في القلوب كما كنت حيا بين الناس.



