الذكاء الإصطناعي خطر يهدد التعليم في موريتانيا

إن الذكاء الإصطناعي هو اختراع بشري تتجلى من خلاله قدرة الإنسان على الإبداع والإبتكار وليس عيبا أن نستفيد منه في حياتنا العلمية ولكن العيب أن نكون متخلفين إلى درجة أن تتحول استفادتنا منه إلى ضرر بالغ واضح المعالم جلي التأثير وهو ماينبغي لنا جميعا أن نحرص على أن لايقع من منطلق إيماننا أن التعليم مسرولية الجميع وهو مايفترض من العقلاء سبر أغوار الموضوع ومن المختصين في المجال الوقوف لهذا الخطر بالمرصاد وإن الصمت الذي نشهده اليوم من النخبة عن هذه الحقيقة وتجاهل هذا الواقع هو صمت وتجاهل يعكس أحد أمرين إما عدم الإطلاع بجديد الإكتشافات في المجال أو عدم الإهتمام بالمستجدات والانتباه لماقد تحمله من تحديات للعملية التعليمية التي عليها مدار وجود البلد وتحرك عجلة بنائه وإنهما لأمران خطيران كلاهما يحمل من القبح مايجعلهما لايصلحان للإعتذار فأين وزارة التربية والتعليم من هذا التحدي ؟ وأين القائمون على عملية التعليم ؟ ولن نسأل عن المهتمين بعملية التربية لأنهم عودونا أن يكونوا خبرا لكان نصبهم الهم في محل من الإنشغال مبني لعدم جواز الحركة فيه وإنها لطامة مابعدها طامة .
إن الذكاء الإصطناعي بات وسيلة حل الواجبات المنزلية وحل الاختبارات القسمية بل وحتى المستشار المؤتمن ووسيلة التحصيل المعرفية وهي أمور مقبولة لوكنا نتمتع بالوعي الكافي الذي يجنبنا مخاطر كل هذه المعطيات ويجعلنا نتكيف معها تكيفا إيجابيا فنستخدمها لمايفيد ونبتعد عن كل مالايفيد فيها .
إن اعتماد الطفل على الذكاء الإصطناعي في حل واجباته يحرمه الوقوف على معضلات هذه الواجبات ويجنبه واجب المحاولة التي هي المقصود في الأصل ليتبين مدى فهمه لمسألة أو موضوع ما ، كما أن استدعاء المعلومات من خلال الذكاء الإصطناعي يصيب الذهن بالكسل عن استدعاء المعلومات بل ويعطل بعض وظائف المخ فيكون الكسل هو الحالة الشائعة فضلا عن خلو الذهن من هذه المعلومات التي تم استدعاؤها آليا وهي مخاطر تنطوي على الكثير لو بحث المختصون فيها.
إننا بطبيعتنا شعب مهمل، وشعب متكل، وشعب يحب كل سهل جاهز ، وهي حقائق تتجلى في حياتنا المدنية واليوم هي في طريقها إلى حياتنا العلمية وهو مايستوجب تضافر الجهود بين أطراف العملية التربوية والمهتمين بها وهي جهود أظنها باتت متأخرة فقد وقع ماوقع ونحن عنه غافلون فهل تجد هذه الصرخة تفاعلا أم أنها صيحة في واد ونفخة في رماد ؟
إن تفوق الطفل الذهني على وكيله ومعلمه ، وتأخر وترهل وضعف السياسات التربوية كلها عوامل سيكون لها الأثر في تحول يحتمل أن يكون إيجابيا إن نحن أخذنا بالأسباب وسلبي إن تركنا الحبل على الغارب واستمرت سياسة النعامة التي تدار بها وزارة التربية والتعليم .
إن الوطنية تقتضي أن نقول الحق، وأن نحذر وننذر ، ولمن يهمه الأمر أن يتحرك ، أو يتوقف إلى حين يتساوى فيه فعل الحركة والجمود. فهل تنتبه وزارتنا الموقرة قبل فوات الأوان ؟………..
(يتواصل…….)
بقلم : سيدمحمد يعقوب
19/05/2025