تقارير

العنف ضد المرأة.. بين الألم والصمت شهادات الضحايا ونداءات للحماية

كنت وحيدة في منزل أهلي، عندما اقتحم علي بن الجيران المنزل وقام الاعتداء علي، لم أستطع الدفاع عن نفسي، لأن المعتدي كان مسلحا، وقد وضع سكينا على رقبتي، لذلك خفت من أن يقتلني، وعجزت عن المقاومة، وفضلت أن أبقى على قيد الحياة، ولو كانت لدي فرصة للمقاومة لما تم الاعتداء علي، لكنه هددني في حال أصدرت أي صوت فسيقتلني.. لم يكن في المنزل غيري لأن الأهل كانوا في حفل لزواج أحد الأقارب، حين تعرضت لهذا العمل المشين».

 بملامح متأثرة تحكي «فاطمة» لـ «صحراء ميديا» كيف تعرضت للاعتداء من طرف جارها، ما أدخلها لاحقا في تجربة نفسية صعبة، قادتها للمتابعة مع طبيب نفسي، وعقد عدة لقاءات مع مرشدات في مجال تقديم العون للنساء المعنفات، من أجل تجاوز هده المرحلة.

وعن تأثرها النفسي جراء الاعتداء عليها تواصل « فاطمة » ، وتقول «بعد تعرضي للاعتداء أصبحت لدي حالة خاصة، وتأثرت نفسيا لكنني لم استسلم لتلك الحالة، وكلما التقيت في مركز العلاج بأشخاص وتحدثت إليهم تحسنت، وتضيف بحسرة  «كنت سأحصل علي حقي لو لم يقبل أهلي بالصلح».

تشير إحصائيات المنظمات العاملة في مجال الدفاع عن المرأة، إلى أن معظم حالات العنف الجنسي التي تعرضت لها النساء والفتيات وتم تسجيلها في موريتانيا، كان الجاني في أغلبها من جيران الضحية، بالإضافة إلى تسجيل حالات اغتصاب أخرى إما كان الجاني فيها لا تربطه أي صلة بالضحية، أوكان من أقاربها أو من أصدقاء أسرتها.

تقول زينب الطالب موسى، رئيسة الجمعية الموريتانية لصحة الأم والطفل، وهي إحدى المنظمات المدافعة عن حقوق النساء والفتيات والأطفال في موريتانيا، إنه لا توجد إحصائيات رسمية ترصد جميع أنواع العنف ضد النساء، لكن ماهو متوفر منها مقلق بشكل كبير، رغم أن وزارة العمل الاجتماعي أعلنت مؤخرا عن بعض الإحصائيات لكنها اقتصرت على المشاكل الزوجية.

وتضيف في حديث مع لـ«صحراء ميديا»، أن الاحصائيات المتوفر لدى جمعيتها تشير إلى تسجيل ما يتراوح بين 300 إلى 500 حالى عنف جنسي ضد النساء والفتيات خلال السنة، وإذا ما أضفنا ـ تقول زينت ـ قضايا العنف الأخرى غير الجنسية ستصل الحالات إلى قرابة الألف حالة.

 وعبرت زينب الطالب موسى عن قلقها من هذه الاحصائيات، وتضيف: «هذا أمر مخيف، فهذه الإحصائيات لدى جمعية واحدة، فما بالكم لو أضفنا إليها بقية الإحصائيات المسجلة لدى الجمعيات الأخرى العاملة في المجال؟، ولو نظرنا إلى النقاط التي تلجأ إليها الناجيات من العنف في المستشفيات، ستكون الإحصائيات مخيفة، لأن الحالات تصل إلى أزيد من 3000 حالة وفي بعض الأحيان 4000 حالة، وهو رقم قياسي» حسب قولها.

وترجع رئيسة الجمعية الموريتانية لصحة الأم والطفل، تزايد حالات العنف ضد النساء، إلى غياب قوانين رادعة لمرتكبي هذه الجرائم، وتطبيقها بشكل كامل، وفي حال لم يتم ذلك فإن هذا النوع من الجرائم سيستمر في التزايد» حسب تعبيرها. 

الاعتداء.. ومحاولات الصلح

في سردها لقصة الاعتداء عليها تقول «فاطمة»: «عندما أخبرت أهلي توجهنا إلى مفوضية الشرطة، حيث قدمت شكايتي، و بدأت الشرطة البحث عن الجاني حتى تمكنت من توقيفه، واعترف خلال التحقيق معه بالاعتداء علي، وتم تحويلنا إلى العدالة».

وتواصل حديثها: «بعد ذلك جاء أهل الجاني لطلب الصلح، ولأن أهلي لا يحبون المشاكل فقد قبلوا بالصلح، وقد منعه القاضي من الاقتراب من المنطقة التي أقيم فيها.. اسمع الكثير من حديث الناس من حولي، كما أنني أعاني من نظراتهم غير الجيدة، وهو أمر يزعجني ويزعج أهلي، لكنني أتغاضى عن كل ذلك، فلست أول من تعرضت للاغتصاب ولن أكون الأخيرة

شاهد البث المباشر لصحراء24
موري آلو

Mauritel

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى